بَيَانُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجا
خطبة الجمعة لتاريخ ١٢/٤/٢٠١٩ الموافق ٧ شعبان 1440 هـ
الحَمْدُ للهِ المُنَزَّهِ بِذاتِهِ عَنْ إِشارَةِ الأَوْهامِ، الْمُقَدَّسِ بِصِفاتِهِ عَنْ إِدْراكِ العُقُولِ وَالأَفْهامِ، الْمُتَّصِفِ بِالأُلُوهِيَّةِ قَبْلَ كُلِّ مَوْجُودٍ، الباقِي بِالنُّعوتِ الأَبَدِيَّةِ بَعْدَ كُلِّ مَحْمُودٍ، القَدِيمِ الَّذِي تَعالى عَنْ مُماثَلَةِ الحَدَثانِ، العَظِيمِ الَّذِي تَنَزَّهَ عَنْ مُمَاسَّةِ الْمَكانِ، الْمُتَعالي عَنْ مُضاهاةِ الأَجْسامِ ومُشابَهَةِ الأَنامِ، القادِرِ الَّذِي لا يُشارُ إِلَيْهِ بِالتَّكْيِيفِ، القاهِرِ الَّذِي لا يُسْئَلُ عَن مَا يَفْعَلُ، العَلِيمِ الَّذِي نَزَّلَ القُرْءانَ شِفاءً لِلأَرْواحِ والأَبْدانِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سَيِّدِنا محمَّدٍ الَّذي مَدَّتْ عَلَيْهِ الفَصاحَةُ رِواقَها وشَدَّتْ بِهِ البَلاغَةُ نِطاقَها الْمَبْعوثِ بِالآياتِ الباهِراتِ والحُجَجِ النَّيِّراتِ، الْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ القُرْءانُ رَحْمَةً لِلنَّاسِ وعلى ءالِهِ وصَحابَتِهِ الطّاهِرِينَ.
أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ القَدِيرِ القائِلِ في مُحْكَمِ كِتابِهِ ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مَخرَجٗا ٢ وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمرِهِۦۚ قَد جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيء قَدرا ٣﴾[1].
إِخْوَةَ الإِيمانِ رَوَى أَحمَدُ في مُسْنَدِهِ والحاكِمُ في الـمُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ “جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو عَلَيَّ هَذِهِ الآيَةَ ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجعَل لَّهُۥ مَخرَجٗا﴾[2] حَتىَّ فَرَغَ مِنَ الآيةِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ قَالَ فَجَعَلَ يَتْلُو بِهَا وَيُرَدِّدُهَا” اهـ.
والتَّقْوى مَعْناها أَداءُ الواجِباتِ كُلِّها وَاجْتِنابُ الـمُحَرَّماتِ كُلِّها وقَدْ جاءَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّهُ قالَ ومَن يَتَّقِ اللهَ يُنْجِهِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ[3] ﴿ وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُۚ﴾ أَيْ مِنْ حَيْثُ لا يَدْرِي، فَالتَّقْوَى سَبَبٌ لِلْفَرَجِ مِنَ الكُرُباتِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ وسَبَبٌ لِلرِّزْقِ ولِنَيْلِ الدَّرَجاتِ العُلَى أَمّا الـمَعاصِي فَهِيَ سَبَبٌ لِلْحِرْمانِ في الدُّنْيا وفي الآخِرَةِ فَقَدْ رَوَى الحاكِمُ وابْنُ حِبّانَ وغَيْرُهُما عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ اهـ قالَ بَعْضُهُمْ فَيُحْرَمُ مِنْ نِعَمٍ في الدُّنْيا مِنْ نَحْوِ صِحَّةٍ ومالٍ أَوْ تُمْحَقُ البَرَكَةُ مِنْ مالِهِ أَوْ يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ أَعْداؤُهُ وقَدْ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَتَسْقُطُ مَنْزِلَتُهُ مِنَ القُلُوبِ أَوْ يَنْسَى العِلْمَ حَتّى قالَ بَعْضُهُمْ إِنّي لأَعْرِفُ عُقُوبَةَ ذَنْبِي مِنْ تَغَيُّرِ الزَّمانِ وجَفاءِ الإِخْوانِ.
فَلاَ تَتْرُكْ أَخي واجِبًا مَهْما كانَ ولا تَأْتِ مَعْصِيَةً مَهْما كانَتْ صَغِيرَةً أَوْ كَبِيرَةً ولا تَخْشَ في ذَلِكَ تَغَيُّرَ الزَّمانِ بَلْ تَوَكَّلْ عَلى اللهِ فَإِنَّ الأَمْرَ كَما قالَ تَعالى ﴿ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُۥٓۚ﴾ أَيْ فَهُوَ كافِيهِ، والتَّوَكُّلُ أَيُّها الأَحِبَّةُ مَعْناهُ الاِعْتِمادُ بِالقَلْبِ عَلى اللهِ وَحْدَهُ لِأَنَّهُ سُبْحانَهُ خالِقُ كُلِّ شَىْءٍ مِنَ الْمَنَافِعِ والْمَضَارِّ وسائِرِ ما يَدْخُلُ في الوُجُودِ فَلاَ ضَارَّ ولا نافِعَ على الحَقِيقَةِ إلا اللهُ فَإِذا اعْتَقَدَ العَبْدُ ذَلِكَ ووَطَّنَ قَلْبَهُ عَلَيْهِ وأَدامَ ذُكْرَهُ كانَ اعْتِمادُهُ على اللهِ في أُمُورِ الرِّزْقِ والسَّلامَةِ مِنَ الْمَضَارِّ وَاجْتَنَبَ اللُّجُوءَ إِلى الْمَعْصِيَةِ لا سِيَما عِنْدَ الضِّيقِ. رَوَى الإِمامُ أَحمَدُ وغَيْرُهُ[4] عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ عُمَرَ بْنِ الخَطابِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا أَيْ تَخْرُجُ في أَوَّلِ النَّهارِ ولَيْسَ في بُطُونِها أَكْلٌ وَتَرُوحُ بِطَانًا أَيْ وتَرْجِعُ إِلى أَعْشاشِها وقَدِ امْتَلأَتْ بُطُونُها.
والتَّوَكُّلُ أَيُّها الأَحِبَّةُ لا يُنافي الأَخْذَ بِالأَسْبابِ فَفِي صَحيحِ ابْنِ حِبّانَ أَنَّ رَجُلاً قالَ لِلنَّبِيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أُرْسِلُ ناقَتِي وأَتَوَكَّلُ أَيْ هَلْ أَتْرُكُ ناقَتِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أَرْبِطَها وأَتَوَكَّلُ على اللهِ فقالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ اعْقِلْها أَيِ ارْبِطْها وتَوَكَّلْ ورَوَى البَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ عَنْ سَيِّدِ الطائِفَةِ الصُّوفِيَّةِ الجُنَيْدِ البَغْدادِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قالَ “لَيْسَ التَّوَكُّلُ الكَسْبَ ولا تَرْكَ الكَسْبِ، التَّوَكُّلُ شَىْءٌ في القُلُوبِ”.
فَجُمْلَةُ التَّوَكُّلِ تَفْوِيضُ الأَمْرِ إِلى اللهِ تَعالى والثِّقَةُ بِهِ مَعَ ما قُدِّرَ لِلْعَبْدِ مِنَ التَّسَبُّبِ أَيْ مُباشَرَةِ الأَسْبابِ ونَقَلَ البَيْهَقِيُّ[5] عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قالَ “اكْتَسِبْ ظاهِرًا وتَوَكَّلَ باطِنًا، فَالعَبْدُ مَعَ تَكَسُّبِهِ لا يَكُونُ مُعْتَمِدًا عَلى تَكَسُّبِهِ وإِنَّما يَكُونُ اعْتِمادُهُ في كِفايَةِ أَمْرِهِ عَلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ”.
﴿وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمرِهِۦۚ قَد جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيءٖ قَدرا ٣﴾[6] إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ أَيْ يَقْضِي ما يُرِيدُ[7] قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىْءٍ قَدْرًا أَيْ أَجَلاً ومُنْتَهًى يَنْتَهِي إِلَيْهِ، قَدَّرَ اللهُ ذَلِكَ كُلَّهُ فَلا يُقَدَّمُ ولا يُؤَخَّرُ[8] فَالْمَيِّتُ قَتْلاً والْمَيِّتُ بِسَبَبِ صَدْمَةِ سَيَّارَةٍ والْمَيِّتُ عَلى فِراشِهِ كُلٌّ مِنْهُمْ مَيِّتٌ بِأَجَلِهِ وكُلٌّ مِنْهُمْ مَيِّتٌ بِقَضاءِ اللهِ وقَدَرِهِ لا أَحَدَ يَمُوتُ قَبْلَ الوَقْتِ الَّذِي قَدَّرَ لَهُ اللهُ أَنْ يَمُوتَ فِيهِ قالَ تَعالى ﴿فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُم لَا يَستَأخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَستَقدِمُونَ ٣٤﴾[9] وقالَ تَعالى ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلأرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُم إِلَّا فِي كِتَٰب مِّن قَبلِ أَن نَّبرَأَهَآۚ ﴾[10] وقالَ عَزَّ مِنْ قائِلٍ ﴿أَينَمَا تَكُونُواْ يُدرِككُّمُ ٱلمَوتُ وَلَو كُنتُم فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ﴾[11] وفي مُسْنَدِ الإِمامِ أَحْمَدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى حَالِهَا لاَ تَغَيَّرُ فَإِذَا مَضَتِ الأَرْبَعُونَ صَارَتْ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً كَذَلِكَ ثُمَّ عِظَامًا كَذَلِكَ فَإَذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُسَوِّيَ خَلْقَهُ بَعَثَ إِلَيْهَا مَلَكًا فَيَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِي يَلِيهِ أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ أَقَصِيرٌ أَمْ طَوِيلٌ أَنَاقِصٌ أَمْ زَائِدٌ قُوتُهُ وَأَجَلُهُ أَصَحِيحٌ أَمْ سَقِيمٌ قَالَ فَيَكْتُبُ ذَلِكَ كُلَّهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ فَفِيمَ العَمَلُ إِذَنْ وَقَدْ فُرِغَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ قَالَ اعْمَلُوا فَكُلٌّ سَيُوَجَّهُ لِمَا خُلِقَ لَهُ اهـ فَالْمَآلُ والعاقِبَةُ مَحْجُوبانِ عَنَّا وأَعْمالُنا عَلاماتٌ على ما يَصِيرُ إِلَيْهِ حالُ الشَّخْصِ مِنَّا لَكِنَّ الخاتِمَةَ مَحْجُوبَةٌ عَنّا فَابْذُلْ أَخِي جُهْدَكَ وجاهِدْ نَفْسَكَ في عَمَلِ الطَّاعَةِ مع التَّوَكُّلِ على اللهِ سُبْحانَهُ ولا تَتْرُكْ بَذْلَ الجُهْدِ مُعْتَمِدًا على عَفْوِ اللهِ ومَغْفِرَتِهِ فَإِنْ وَجَدْتَ مِنْ نَفسِكَ خَيْرًا فَاحْمَدِ اللهَ وَاثْبُتْ عِلَيْهِ وَازْدَدْ مِنْهُ وإِنْ وَجَدْتَ غَيْرَ ذَلِكَ فَاتَّقِ اللهَ وأَصْلِحْ مِنْ حالِكَ قَبْلَ فَواتِ الأَوانِ وقَبْلَ أَنْ تَنْدَمَ عِنْدما لا يَنْفَعُ النَّدَمُ.
اَللَّهُمَّ حَسِّنْ أَحْوالَنا واخْتِمْ بِالصّالِحاتِ أَعمالَنا وَاجْعَلْنا مِنَ الفائِزِينَ الغانِمِينَ في الآخِرَةِ يا رَبَّ العالَمِينَ.
هَذا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظيمَ لي ولَكُمْ.
الخطبة الثانية
إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ، وَنَعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سَيِّدِنا محمدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمينِ وعلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلين. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنينَ وَءالِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ المُهْتَدينَ أَبي حَنيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِياءِ والصَّالِحينَ أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنّي أُوصِيكُمْ ونَفْسي بِتَقْوى اللهِ العَلِيِّ العَظيمِ فَاتَّقُوه.
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكريمِ فَقالَ ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ٥٦﴾[12] اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهيمَ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاِهيمَ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقُولُ اللهُ وتَعالى ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢﴾[13]. اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَاسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَاكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ اللَّهُمَّ اجْزِ الشَّيْخَ عَبْدَ اللهِ الهَرَرِيَّ رَحَماتُ اللهِ عَلَيْهِ عَنَّا خَيْرًا. عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذي القُرْبَى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالـمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. اذْكُرُوا اللهَ العَظيمَ يُثِبْكُمْ وَاشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَاتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاة.
[1] سورَةُ الطَّلاق/2-3.
[2] سورَةُ الطَّلاق/2.
[3] تَفْسيرُ الطَّبَرِيِّ.
[4] رَواهُ ابْنُ ماجَه والحاكِمُ كَذَلِك.
[5] شُعَبُ الإِيـمانِ.
[6] سورة الطَّلاقِ/3.
[7] زاد الـمسير.
[8] زاد الـمسير.
[9] سورَةُ الأَعْراف/34.
[10] سورة الحديد/22.
[11] سورَةُ النِّساءِ /78.
[13] سورَةُ الحَجّ